من التحالف إلى المواجهة: كيف تحولت علاقة البرهان ودقلو إلى صراع مفتوح يمزّق السودان؟

من شراكة وثيقة إلى مواجهة دامية، هكذا انقلبت العلاقة بين قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بعدما شكّلا لسنوات أحد أبرز محاور القوة والنفوذ داخل السودان.
يعود أصل العلاقة بين الرجلين إلى بدايات حرب دارفور عام 2003، حين كان البرهان يتولى مناصب قيادية داخل القوات المسلحة، بينما كانت القوات التي يقودها دقلو — والتي تحولت لاحقاً إلى قوات “الدعم السريع” — تشارك في العمليات ضد الحركات المسلحة في الإقليم. ومنذ تلك الفترة تشكلت بينهما علاقة ميدانية استمرت بصور متعددة خلال حكم الرئيس السابق عمر البشير.
وبعد سقوط البشير عام 2019، برز البرهان ودقلو في صدارة المجلس العسكري الانتقالي؛ إذ تقلّد البرهان رئاسته، بينما شغل دقلو منصب النائب. وفي تلك المرحلة وقعت أحداث فضّ اعتصام القيادة العامة وسط إدارة أمنية مشتركة داخل المجلس. ورغم الضغط المحلي والدولي الداعي لانتقال مدني كامل، حافظ الرجلان على توازن حساس داخل السلطة، قبل أن يتحول هذا التفاهم إلى تحالف سياسي ضمن انقلاب 25 أكتوبر 2021 الذي أطاح بحكومة عبد الله حمدوك وأعاد تمكين القوى العسكرية.
لكن هذا التحالف لم يصمد طويلًا. فمع سلسلة قرارات اتخذها البرهان أدّت إلى عودة نفوذ التيارات المتشددة داخل الجيش، تصاعد التوتر حول ملف دمج قوات الدعم السريع، الأمر الذي فجّر القتال بين الطرفين في أبريل 2023، ليندلع صراع مسلح واسع غيّر شكل البلاد.
واليوم، وبعد مرور عامين على الحرب، انهارت الشراكة التي جمعت الرجلين تمامًا، وتحول التحالف القديم إلى عداء مفتوح يقود السودان نحو واحدة من أسوأ أزماته الإنسانية. فالصراع تتشابك فيه الحسابات الشخصية والتدخلات الخارجية، بينما يواصل البرهان رفض مسارات التسوية السياسية، في وقت تتلاشى فيه آمال السودانيين بإنهاء هذا النزاع المدمّر.
اكتشاف المزيد من EL DEEB NEWs - مجلة الديب نيوز للأخبار
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.



